blog image

عظم الله لكم الأجر بأستشهاد الأمام الباقر عليه السلام.

عن طريق السيد نبيل الطالقاني 06 July 2022 1455

محاورات  الإمام الباقر عليه السلام  مع النصارى :

و يقول الامام الصادق (ع) مع ابي (الامام الباقر) (ع) خرجنا إلى بابه إذا ميدان ببابه وفي آخر الميدان أناس قعود عدد كثير قال أبي من هؤلاء فقال الحجاب هؤلاء القسيسون والرهبان وهذا عالم لهم يقعد إليهم في كل سنة يوماً واحداً يستفتونه فيفتيهم فلف أبي عند ذلك رأسه بفاضل ردائه وفعلت أنا مثل فعل أبي فأقبل نحوهم حتى قعد نحوهم وقعدت وراء أبي ورفع ذلك الخبر إلى هشام فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي فأقبل وأقبل عداد من المسلمين فأحاطوا بنا وأقبل عالم النصارى وقد شد حاجبيه بحريرة صفراء حتى توسطنا فقام إليه جميع القسيسين والرهبان مسلمين عليه فجاءوا به إلى صدر المجلس فقعد فيه وأحاط به أصحابه وأبي وأنا بينهم فأدار نظره ثم قال لأبي أمنا أم من هذه الأمة المرحومة؟

فقال أبي: بل من هذه الأمة المرحومة.

فقال من أيهم أنت من علمائها أم من جهالها؟

فقال له أبي(ع): لست من جهالها.

فاضطرب اضطراباً شديداً، ثم قال له: أسألك.

فقال له أبي: سل.

فقال: من أين ادعيتم أن أهل الجنة يطعمون ويشربون ولا يحدثون و.... وما الدليل فيما تدعونه من شاهد لا يجهل؟

فقال له أبي(ع): دليل ما ندعي من شاهد لا يجهل الجنين في بطن أمه يطعم ولا يحدث.

قال فاضطرب النصراني اضطراباً شديداً، ثم قال هلا زعمت أنك لست من علمائها؟

فقال له أبي: ولا من جهالها وأصحاب هشام يسمعون ذلك.

فقال لأبي: أسألك عن مسألة أخرى.

فقال له أبي(ع) : سل.

فقال من أين ادعيتم أن فاكهة الجنة أبداً غضة طرية موجودة غير معدومة عند جميع أهل الجنة وما الدليل عليه من شاهد لا يجهل.

فقال له أبي: دليل ما ندعي أن ترابنا أبداً يكون غضاً طرياً موجوداً غير معدوم عند جميع أهل الدنيا لا ينقطع.

فاضطرب اضطراباً شديداً ثم قال: هلا زعمت أنك لست من علمائها.

فقال له أبي: ولا من جهالها.

فقال له: أسألك عن مسألة.

فقال سل.

فقال: أخبرني عن ساعة لا من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فقال له أبي هي الساعة التي بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس يهدأ فيها المبتلى ويرقد فيه الساهر ويفيق المغمى عليه جعلها الله في الدنيا رغبة للراغبين وفي الآخرة للعاملين لها دليلاً واضحاً وحجة بالغة على الجاحدين المتكبرين التاركين لها.

قال فصاح النصراني صيحة ثم قال: بقيت مسألة واحدة والله لأسألك عن مسألة لا تهدي إلى الجواب عنها أبداً.

قال له أبي: سل فإنك حانث في يمينك.

فقال: أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد عمر أحدهما خمسون سنة وعمر الآخر مائة وخمسون سنة في دار الدنيا.

فقال له أبي(ع): ذلك عزير وعزيرة ولدا في يوم واحد فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين عاماً مر عزير على حماره راكباً على قرية بأنطاكية ((وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها)) وقد كان اصطفاه وهداه، فلما قال ذلك القول غضب الله عليه فأماته الله مائة عام سخطا عليه بما قال ثم بعثه على حماره بعينه وطعامه و شرابه وعاد إلى داره وعزيرة أخوه لا يعرفه فاستضافه فأضافه وبعث إليه ولد عزيرة وولد ولده وقد شاخوا و عزير شاب في سن خمس وعشرين سنة فلم يزل عزير يذكر أخاه وولده وقد شاخوا وهم يذكرون ما يذكرهم ويقولون ما أعلمك بأمر قد مضت عليه السنون والشهور ويقول له عزيرة وهو شيخ كبير ابن مائة وخمس وعشرين سنة ما رأيت شاباً في سن خمس وعشرين سنة أعلم بما كان بيني وبين أخي عزير أيام شبابي منك فمن أهل السماء أنت أم من أهل الأرض فقال يا عزيرة أنا عزير سخط الله علي بقول قلته بعد أن اصطفاني و هداني فأماتني مائة سنة ثم بعثني لتزدادوا بذلك يقيناً إن الله على كل شي‏ء قدير وها هو هذا حماري وطعامي وشرابي الذي خرجت به من عندكم أعاده الله تعالى كما كان فعندها أيقنوا فأعاشه الله بينهم خمساً وعشرين سنة ثم قبضه الله وأخاه في يوم واحد.

فنهض عالم النصارى عند ذلك قائماً و قاموا النصارى على أرجلهم فقال لهم عالمهم جئتموني بأعلم مني وأقعدتموه معكم حتى هتكني وفضحني و أعلم المسلمين بأن لهم من أحاط بعلومنا وعنده ما ليس عندنا لا والله لا كلمتكم من رأسي كلمة واحدة ولا قعدت لكم إن عشت سنة فتفرقوا وأبي قاعد مكانه و أنا معه ورفع ذلك الخبر إلى هشام فلما تفرق الناس نهض أبي وانصرف إلى المنزل الذي كنا فيه فوافانا رسول هشام بالجائزة وأمرنا أن ننصرف إلى المدينة من ساعتنا ولا نجلس لأن الناس ماجوا وخاضوا فيما دار بين أبي وبين عالم النصارى فركبنا دوابنا منصرفين ....

إترك تعليق